⛔الفتنه الكبرى تحليل شخصي
أن أشد ما أبتليت به الأمه الأسلاميه هي الأحداث التي سميت بالفتنه الكبرى منذ خواتيم حكم سيدنا عثمان رضي الله عنه وحتى خلاف سيدنا على بن ابي طالب وسيدنا معاويه بن ابي سفيان وهي احداث كان لها مابعدها من حكم الأخيار بالأختيار الي حكم الأبناء بالوارثه.
أن المتمهل في تحليل الخلفيات التأريخيه للخلافات بين مجموع بعض الصحابه وبعض أهل الخليفه الراشد المبشر بالجنه سيدنا عثمان يرجع امره الي وجود سابقين من قريش ممن أمن بدعوه النبي صلى الله عليه وسلم منذ وقت مبكر ودفعو ثمنا كبيرا من التنكيل والتعذيب على ايادي بعض أسياد قريش ومنهم أل حرب وال عتبه بن عبد الحكم وال المغيره وغيرهم وايضا السابقين من الانصار الذين لولا فضلهم ونصرتهم بتسخير الله لهم لنبيه ما علم للمسلمين حالا كحالهم من بعد نصرتهم وبيعتهم. ثم ان شعوبا من العرب كأهل اليمن من الأشاعره والكندين بكسر الكاف. هؤلاء جميعهم تململو من تغول او قل تصدر بعض أقارب الخليفه وهم ليسو من ذوي السبق بل ومنهم ممن قارع الأسلام والمسلمين الأوائل أو كان أبائهم كذلك ولكنهم بعد أسلامهم تصدرو الفتوحات في عهد الخليفه عمر بن الخطاب رضى الله عنه. هؤلاء جميعهم دخلت في أنفسهم عدم أهليه جزء مقدر من الولاه وهم من عصب واحد بأنه تفضيل الاهل والعشيره وغياب منهج الاختيار المبنى على الصلاح والسبق والمجاهده. وأجتمعو وخلفهم من يتأمر على الدوله الناشئه ومنهم من يملاء الحقد قلبه على غياب دوره وهو الاحق بذلك وهذا عاده توصيف كل ثوره وهي شراكه الصادق المطالب بالتغيير والمعتله نفسه لغياب دوره فهو مهتم لامره وليس لأمر التغيير ومن خلفهم الغريب الخصم الذي يرعى فتن وفرقه خصمه والخصم هنا الدوله الأسلاميه. فأتت الثوره تمثل طيفا معتبرا بالضغط على التغير وقد وجدت في نفوس بعض كبار الصحابه حق في صوتها ولكنهم اختلفو معها طرقها المصدعه للامه وكادت الأزمه ان تنجلي بموافقه الخليفه باجراء بعض.التغييرات لو تدخل عتاه الأهل من بني الحكم واميه حتى لا يحسب استجابه الخليفه القرشي لتمرد الاقاليم من مصر والعراق (وهم من جند الاسلام من اهل اليمن )وبعض اطراف المدينه انحسارا لسلطانهم وحينها تراجع بعض كبار الصحابه عن التصدي للثوار المتأمرين على الخليفه الذي بلينه وتصدر اهله للمشهد ادخل هو في مواجهه مع من حاصروه في بيته ومنعو عليه الزاد والماء ثوره فيها صاحب الحق وفيها المغبون لشئ في نفسه وفيها المتأمر أرغاما منهم ليتنازل عن الخلافه ثم تدخل الطرف المتأمر فأنشأ المكيده بالصدام والتدخل السريع بقتله بعد ان كان هذا ليس في أجنده الصادقين منهم عندها أدركو انهم وقعو في المكيده وتندم من رفع يده من الصحابه على تغول الخيانه بين ظهرانيهم في المدينه فقتل عثمان مظلوما ومن قتله ظالم ومن رفع يده معذورا . هذا الامر رفع الغطاء عن ما يجيش في النفوس من عصبيه كانت قد سترت وأغلق عليها. ولأن الحكم لا يجب ان يتخلله فراغ ( الفراغ الدستوري) وكما حدث في بيعه ابوبكر الصديق رغم الحدث الجلل وهي وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم والرسول لمن يدفن بعد فقد حسمت بيعه سيدنا على الا ان تقدير بعض الصحابه كان أولا بمحاسبه من قتل عثمان أولا وهؤلاء جميعهم من قريش ومن كبار الصحابه بل ومنهم من أهل عثمان ممن يرون ان دم عثمان دمهم وكما الجاهليه وتناسى الجميع الغريم الحقيقي من المندسين والمتأمرين وأنصب خلافهم على أهلهم من قريش ولكنهم من غير بيت وال سيدنا عثمان وهم في الجاهليه من ساده قريش فحن القوم لأصلهم ودخل الطرف الاول من اصحاب وجهه النظر لموقف على في استلام الخلافه وبنصره بعض من نصر الثوره ضد عثمان رغم أنه برئ من دم عثمان وكانت موقعه الجمل التي ادمت القلوب وها هنا يمكننا القول ان قرار سيدنا على كان خاطئا بعدم الأستجابه لمطلب محاسبه الجناه الا ان الخلاف ايضا كان حله صعبا كون مطلب السيده عائشه والصحابيين طلحه والزبير بن العوام كانت محاسبه كل من حرض على الثوره وليس القتل وهذا أمر لم يتفق عليه الصحابه فقد ذهب بعض منهم ان مطالب الثوار الحقيقين كانت مشروعه ولكن اختلفو معهم في الكيفيه.
المحصله الثورات مشهد متشعب معقد اطرافها كثر ونواياهم مختلفه وهي عاده لا يمكن الفصل في الصواب والخطأ.
أما موقف الطرف الثاني وهم أهل سيدنا عثمان من بني اميه وأهلهم فقد كان اكثر تعقيدا وهو القصاص ومن ورائه الخوف على ضياع المجد الذي عاشو عليه صغارا في الجاهليه وأعزهم الاسلام بالمساواه بالسابقين بأسلامهم ثم تصدروا بجهادهم ثم بقربهم من الخليفه المغدور وفوق كل ذلك رغبه أهل الشام أن يتصدرو على أهل العراق واليمن وهذا أمرا في منتهى الحساسيه طرحه كون التاريخ الاسلامي يراعي لصلاح الأفراد وتنزيههم ولعمري هذا تقدير خاطئ فالحكم والتطلع اليه لا يقدح من صلاحك وانما يقدح في ذلك وسائلك للوصول اليه وتجربتك في الحكم ومستوى العدل الذي أقمته.
لم يتثنى للخليفه الراشد المبشر بالجنه على بن ابي طالب ترتيب البيت واحقاق الحقوق في مقتل عثمان بل وقد وجد نفسه ملطخا بشهداء موقعه الجمل وهم من أهله من قريش وجزءا من اهل المدينه وفيهم من حفظه كتاب الله فالتقفه أهل العراق كونه صعب عليه ان يكون بين اهله بعد ذلك وهذه في تقديري الخطأ الثاني ولو أنه أرجع أمره لأهله ليحكمو فيما حدث لكان تصريفا أخر قد حدث لكنها أقدار الله كحكمه الخضر في قتل الولد وخرق السفينه وحكمها وعلمها وتقديرها لله. والشاهد اصطفاف أهل اليمن والعراق ضد اهل الشام كل ينصر قرشيا وهنا نرى خروج اهل المدينه من المشهد وبغيابهم غاب الاتزان والحكمه وايضا غابت مكه وهي لاهل قريش المختلفين لكنها ايضا لغيرهم ودماءا لبنيهم في ذمه على وتأريخا لمعاداه الاسلام لبني اميه لا يؤهلهم فيها لسيادتهم بأسم دينه.
اما الحدث الأوجع فهو مقتله صفين والتى جنح الخليفه على للصلح السياسي وهذا لم يرق للصادقين من اهل اليمن وبعض اهل العراق كونهم قاتلو من قاتل ابن عم رسول الله المبشر بالجنه والذي اصطف معه عمار بن ياسر ضد من خرج على سلطان المسلمين وحكمه قتاله او كفه عن طلبه اما الاتفاق فيجعل من الامر صراعا سياسيا بين بيوتا من قريش لا يمت باعتقادهم بشئ وعليه فقد خرجو على الجميع بل وأوغلو في التطرف والغلو رغم رغم صلاحهم في التعبد(الخوارج) وهكذا فان أمر الحق بالثوره على الظلم أودى الي الشتات أولا ثم أورثنا حكم العشيره والبيوت كالملوك والسلطان وان صلحو وأحسنو وغاب حكم الشعوب بالاختيار.
أليس الأمس مدخل اليوم⁉️
د. نجم الدين صالح